حيثيات سجن المضيفة التونسية: نفذت أوامر شيطانية وحاولت الانتحار ولا تعاني من الاضطرابات العقلية
أودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها بمعاقبة المضيفة التونسية أميرة بنت حمدة بريك، بالسجن المشدد 15 سنة لقيامها بقتل ابنتها تارا عمدا من غير سبق إصرار أو ترصد بإيعاز من شيطانها بأنه قد حان وقت رحيلها شرطا أن تضحي بكريمتها لتصاحبها إلى مأربها، فباركت وهمت بإعداد الأداة والتقطت إحدى حقائبها القماشية وقصت الحبل وأعملته بعنق رضيعتها وظلت تضغطه على جيدها قاصدة من ذلك إزهاق روحها فأحدث إصابتها التي أودت بحياتها.
الواقعة حسبما رأتها المحكمة
قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير وعضوية المستشارين سامح عبد الغني العنتبلي و شريف سامي السعيد بحضور عمرو أحمد وكيل النيابة بأمانة سر وائل فراج ومحمود عبد الرشيد، إن واقعة الدعوي بما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر الأوراق وما تم فيها من تحقيقات ومما دار بشأنها بالجلسات تتحصل في أن المتهمة أميرة بنت حمد بريك تونسية الجنسية" وتعمل في مجال الطاقة والروحانيات وعملت سابقاً مضيفة بالطيران الإماراتي وقد تزوجت من مهندس مصري وأقامت معه بالقاهرة ورزقت منه بالطفلة تارا (المجني عليها ، وأن المتهمة قد أوعز لها شيطانها ودلها تفكيرها الأثم إلى قتل نجلتها التي لم يتجاوز عمرها عامان دون ذنب قد ارتكبته أو إثم قد اقترفته بأن أحضرت إحدى حقائبها المصنوعة من القماش ثم أحضرت أداة (مقص) وقصت حمالتها حتي أصبحت (حبل) وبدم بارد لفت الحبل حول عنق نجلتها النائمة كالملاك في أمان الله وظلت تضغط على عنقها دون رحمة مستغلة ضعفها وقلة حيلتها حتى فارقت الطفلة الحياة وتناست المتهمة كل معاني الأمومة، معللة جرمها بأنها تحدث لها يقظة روحانية حتى تصبح بح مستنيرة وترى أشياء لا يراها الآخرين وأنها رأت سيدنا موسي وسيدنا عيسى في اليقظة وأخبروها بأنها مريم العذراء وطلبا منها أن تساعد البشر علي الأرض وعالجت أناس كثر بمنزلها حتى يتخلصوا من نفوسهم الشريرة وذلك بمقابل مادي بسيط بمنزلها كما قررت بالتحقيقات وأنها لدي نومها جاء إليها هاتف وأمرها بأن تذهب إلى زوج آخر الذي هو في السماء شريطة أن تصعد نجلتها معها إلي رب العباد وكان لازماً أن تضحي بفلذة كبدها في الدنيا في سبيل أن تعيش معها في الحياة الثانية الأبدية التي ستذهب إليها، وتوجهت لحجرة نجلتها للخلود للنوم، وحال انفرادها بنجلتها التي هي نائمة في أمان الله بفراشها نفذت ما أوحي إليها من أوهام في خلدها وحدها بأنه حان وقت الذهاب ونجلتها للرفيق الأعلى والابتعاد عن أشرار الأرض ونفذت جرمها بدم بارد وقسوة قلب، وتنامى إلي سمع زوجها المتواجد خارج الغرفة إلى أنينها وسارع لاستطلاع الأمر فوجدها علي فراشها وعليها غطاء فنزعه من عليها ووجدها تضرب نفسها بسكين صغير في رقبتها محاولة الانتحار فحاول منعها عما تفعله وإنقاذها إلا أنها لم تبالي وتوجهت للمطبخ وأحضرت سكين آخر كبير وظلت تطعن نفسها ونقلت للمستشفى للعلاج حتي تعافت، وقد أقرت المتهمة بتحقيقات النيابة العامة بقتلها نجلتها يارا نفاذا لأوامر عليا صدرت إليها من السماء وأن تنتحر ويعيشا معاً في الحياة الثانية كما خيل إليها بذهنها وحدها من خرافات لا يتقبلها العقل، واعترفت بجلسات المحاكمة بقتلها نجلتها معللة ذلك بأنها لم تكن في وعيها، وبأسباب خارجة عن إرادتها بأنها شاهدت سيدنا موسي وسيدنا عيسي وهي مستيقظة وأخطراها بأنها مريم وأمراها بترك الحياة الدنيا هي ونجلتها والانتقال للحياة الأخرى الأبدية والابتعاد عن الأشرار المتواجدين علي الأرض ونفذت ما أمرت به بقتلها نجلتها، وثبت من تقرير المجلس القومي للصحة النفسية أن المتهمة لا تعاني في الوقت الحالي ولا في وقت الواقعة موضوع الاتهام من أي اضطراب نفسي أو عقلي يفقدها أو ينقصها القدرة والاختيار علي الإدراك والتميز والحكم علي الأمور مما يجعلها مسئولة جنائيا عما أسند إليها من إتهام في الواقعة وانتهي تقرير اللجنة الخماسية المشكلة من المحكمة من أطباء نفسيين كطلب الدفاع بشأن بيان الحالة النفسية والعقلية للمتهمة الآن ووقت ارتكاب الواقعة وعما إذا كانت مسئولة عن أفعالها من عدمه وانتهي تقريرها إلي ذات النتيجة التي انتهي إليها التقرير الأول بأنها لا تعاني من ثمة أمراض نفسية أو عقلية ومسئولة عن أفعلها، ودلت التحريات التي أجراها الرائد أحمد أشرف حيدر أن المتهمة أبان تواجدها رفقة زوجها وصغيرتها المجني عليها بمسكنها وحال استغراقها في النوم اختمر في ذهنها التخلص من نجلتها فأعدت لهذا الغرض قطعة قماشية (حبل) قصته من إحدى الحقائب وأعملته في عنقها حتي أردتها قتيلة معزياً قصدها إزهاق روح المجني عليها، وثبت من تقرير الطب الشرعي أن الإصابة الموجودة حول العنق ناتجة عن الاحتكاك بجسم صلب مرن ذو حواف ومتعرجة وسطح خشن و أن الوفاة نتيجة إسفكسيا الخنق.