كان الرئيس عبد الفتاح السيسي حاسما في خطابه الأخير فيما يتعلق بإعلان رفضه صراحة تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه واصفا هذه الخطوة بأنها ظلم لا يمكن أن تشارك فيه مصر ، وبعث رسالة طمأنينة للشعب المصري فيما يتعلق بعدم المساس بالأمن القومي؛ فالأمن القومي عند أي دولة خط أحمر وعنده ينتهي كل شيء.. الأمن القومي عنده أيضا يبدأ كل شيء ومن أجله ضحى العديد من الشهداء الأبطال من رجال الجيش والشرطة بأرواحهم الغالية..هكذا هو الوطن أغلى من الروح وهكذا عقيدة الجندي المصري.
خطاب الرئيس ليس بشيء جديد على رجل خرج من رحم قواتنا المسلحة فهذه هي عقيدة الجيش؛ لأنه منذ الالتحاق بالكلية الحربية ويتردد شعارها (الواجب-الشرف-الوطن) ؛ وأيضا شعار أكاديمية ناصر العسكرية ( الفكر- الإيمان- النصر) ، كما ذَكَرَ سيادة الرئيس من قبل في أحد خطاباته أن الجيش المصري يحمي ولا يهدد ويؤَمّن ولا يعتدي"، وأنذاك ذَكَرَ قائد المنطقة الغربية العسكرية إن جند مصر قادرون على ردع أي تهديدات تمس الأمن القومي المصري".
مما لا شك فيه أن هناك فرق بين التهديدات والتحديات ومخاطر الأمن القومي: فالتهديد هو وصول تعارض المصالح والغايات القومية إلى مرحلة يتعذر معها إيجاد حل سلمي يوفر للدولة الحد الأدنى من أمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري مع عدم قدرة الدولة على موازنة الضغوط الخارجية مما قد يضطر الأطراف المتصارعةأو أي منها إلى اللجوء لاستخدام القوة المسلحة، و قد يكون التهديد دائمًا أو مؤقتًا كما قد يكون مباشرًا أو غير مباشر وهناك تهديدات واقعة ومحتملة ، وتهديدات كامنة : وتعني وجود أسباب للخلاف بين دولتين أو أكثر دون تصاعد هذا الخلاف علي السطح ورغم ذلك فمن المحتمل تطور هذا التهديد إلى تهديد محتمل أو واقع في مراحل تالية ،وينطبق الوضع أيضا على مفهوم التهديدات المتصورة : وهي التي لا توجد لها أي شواهد في المرحلة الحالية ولكن النظرة المستقبلية قد تشير لاحتمالات ظهورها علي السطح بدرجات متفاوتة قد تصل في النهاية لأن تصبح تهديدات ( واقعية )، أما التحديات فهي: المصاعب التي تواجه الدولة وتحِد من معدل نموها وتشكل حجر عثرة أمام تقدمها وتحاول كل دولة جاهدة أن تضع السياسات وتستخدم الأساليب المناسبة للتغلب علي هذه المصاعب والتي قد تختلف بالطبع من دولة لأخرى ، والمخاطر: هي الاحتمالات للعدائيات المستقبلية التي لم تتبلور بعد إلى تهديد أي مع مضي الوقت يمكن أن تتحول إلي تهديد.
وللعلم..يجب أن ننتبه جميعا إلى أن مصر تخوض حربًا شرسة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية أيضا.. ولكن ونحن نرى كل هذه التحديات من حولنا إلا أن بداخلنا طمأنينة وثقة في وطننا ورجاله البواسل.. لأن هذا الوطن وكفى فخرا أن يذكره الله عز وجل في مُحكم كتابه "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"؛ كما أن مصر يقودها رئيس قوي وطني أمين لا يخشى في قول الحق لومة لائم، ومصر يحميها جيش قوي وشعب يعي جيدآ معنى الوطن ؛أختم كلماتي بأنشودة كان السوفييت في الحرب العالمية الثانية ينشدونها تقول : "إذا فقد الجندي ساقيه في الحرب، يستطيع معانقة الأصدقاء، إذا فقد يديه، يستطيع الرقص في الأفراح، و إذا فقد عينيه، يستطيع سماع موسيقى الوطن، و إذا فقد سمعه، يستطيع التمتع برؤية الأحبة، و إذا فقد الإنسان كل شيء يستطيع الاستلقاء على أرض وطنه، أما إذا فقد أرض وطنه، فماذا بمقدوره أن يفعل؟