حب.. خوف.. مأساة.. حين يصبح الملاذ الأخير نافذة الموت
داخل جدران منزل صغير في العمرانية، كانت هناك قصة حب تحولت إلى كابوس مرعب، انتهى بجسدٍ يسقط من النافذة بحثًا عن الحياة، لكنه وجد الموت في انتظاره.
لم يكن أحد يتخيل أن الخلافات المتكررة بين عبد المنعم محمد وزوجته العرفي رشا محسن ستصل إلى هذه النهاية المفجعة.
شاب يطارد الشكوك، وامرأة تهرب من العنف، حتى وجدت نفسها محاصرة بين جدران منزلها، وبينما كانت أنفاسها تختنق بالغاز، لم ترَ أمامها سوى طريق واحد للنجاة.. قفزة أودت بحياتها.
عاقبت محكمة جنايات الجيزة، المتهم عبد المنعم محمد 39 سنة بالسجن المشدد 7 سنوات مقيم بشارع الدكتور بالعمرانية، لقيامه بانهاء حياة زوجته العرفي رشا محسن.
صدر الحكم برئاسة المستشار عبد الشافي عثمان وعضوية المستشارين محمود عبد الحميد و ياسر الزيات بأمانة سر طارق فتحي.
أمر الإحالة
أحال المستشار محمود غيطاس المحامي العام الأول لنيابة جنوب الجيزة، المتهم إلى محكمة الجنايات لأنه في 11 يونيو 2024 بدائرة قسم شرطة العمرانية، قتل المجني عليها رشا محسن عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها على إثر خلف نشب بينهما واستغل انفراده بها بمسكنها متعديا عليها ضربا وفتح صمام اسطوانة غاز وغلق عليها الأبواب فانفطر قلبها فزعا ولم تجد لنفسها مخرجا غير نافذة المسكن، فطاحت منها وهوت على الأرض فحدث إصابتها التي أودت بحياتها قاصدا إزهاق روحها.
وقد ارتبطت تلك الجناية بجنحة أخرى وهي أن احتجز المجني عليها رضا محسن بدون وجه حق بأن غلق عليها الأبواب بالوحدة السكنية خاصتهما.
حيثيات الحكم
قالت محكمة الجنايات في حيثيات حكمها أن المتهم مرتبط بالمجني عليها بعلاقة زواج عرفي منذ عامين سابقين على الواقعة، وكانت الخلافات بينهما دائمة، وذلك لشكه في سلوكها ورغبته في قيامها بالانفاق عليه وعلى بيته، واستمر على هذا الحال حتى يوم 10 يونيو 2024 وأثناء تواجدها بمنزل نجلتها تاركة المسكن لتعدي المتهم عليها بالضرب والسب، وكان المتهم قد عقد العزم وبيت النية على قتلها ونفاذا لما عقد العزم عليه فقد تواصل معها راغبا في عودتها لمسكنها، فاستجابت المجني عليها وعادت في الحال إلى مسكنها مع المتهم وفي هدوء نفس وروية أخذ المتهم في تنفيذ ما انتواه بإزهاق روح المجني عليها ، بأن عاجلها بضربات في أنحاء جسدها، ثم قام بفتح صمام اسطوانة غاز كان قد أعدها مسبقا يملئها الغاز وأغلق الأبواب عليها، فانفطر قلبها من استنشاق ذلك الغاز القاتل وفقدت قدرتها على الوعي والتركيز ولم تجد لنفسها مخرجا غير نافذة المسكن حال قيام المتهم بالهرب من الشقة بعد إحكام بابها من الخارج ومانعا المجني عليها من الخروج منه لانقاذ حياتها فألقت بنفسها خارجها كرها عنها وهوت على الأرض فحدثت بها الإصابات التي أودت بحياتها.