ads
السبت 18 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

للشهرة بريقٌ يخطفُ أبصارَ الحالمين بها، الباذلين من أجلها الغالى والنفيس، وقد اختلفتْ سُبلُ الشهرة عمّا كان بالأمس، فبعدما كان الطريق إليها آنفا هو نبوغ المرء فى موقعه، سواء كان لاعبا أو ممثلا أو عالما، صار الطريقُ إليها مُؤخرا هو مخالفة الجمهور، واعتلاء منصة الإفتاء فى الدين بغير علم، حتى وإن كان من غير أهله، ممن أُنيط بهم الفتوى، وتعليم الناس، ونتيجة لذلك تسوّر محراب الفتوى كثيرٌ من الفنانين والفنانات، فطفتْ على السطح فتاوى تروج للجنس، وتدعو لمشاهدة الأفلام الإباحية؛ مراعاة لأحوال الشباب غير القادرين على الزواج، فتكون تلك الأفلام الهابطة التى تعج بالعرى والخلاعة، والألفاظ الخادشة، والمشاهد المُبتذلة، تنفيسا لهؤلاء الشباب، وتصبيرا لهم، أو تثقيفا وتبصيرا لمن هو مُقدمٌ على الزواج !

هذا ما صرحت به مؤخرا ممثلةٌ حالت إمكاناتُها الفنية المتواضعة أن تجعلها نجمة شباك، فسقط عن وجهها ( بُرقُع الحياء )، وامتطت مطية التطاول على الدين، ونشر الفسوق بغرض الشهرة والذيوع !
ولو سلّمنا بأن التجرؤ على الدين، وترويج الجنس هما ورقة الرهان التى يستغلُها الحالمون بالشهرة، فقد استغلتْ فنانةٌ شاركتْ في تقديم برنامح (نفسنة) هاتين الورقتين أحسن استغلال، وهو ما يكشف عن نفسيتها الهدَّامة للأخلاق والقيم .

وحالُ تلك الممثلة التى اعتبرتْ فتواها عن نشر الأفلام الإباحية نصرا مؤزرا للحرية، وللشباب غير القادر على الزواج، ليس بأحسنَ من أقزام العلم، الذين حال قصورُهم العلمى والعقلى بينهم وبين الذيوع، فامتطوا مركب مخالفة الجمهور؛ اعتمادا على المثل الشائع : ( خَالفْ تُعرف )، فخالفوا ما هو معلومٌ من الدين بالضرورة، وتطاولوا على أعلام الأمة وعلمائها، بل لم يسلمْ من لسانهم الصحابةُ والتابعون، وليس ما قاله ميزو والبحيرى، وعيسى، وزيدان وغيرهم ببعيد عن كل ذى سمع وبصر !

وأخيرا أقول : إذا كانت مقولةُ عبد المطلب جدِّ الرسول، لما قدمَ أبرهةُ لهدم الكعبة : " أمَّا الغنمُ فهى لى، وأما البيت فله ربٌ يحميه"، قد صدرتْ عن شيخٍ كبير فانٍ لا طاقة له بأبرهة وجنوده، فإنّ هذه المقولة لا تليقُ بنا كبلد غيور على الدين، شُيد على أرضه ( الأزهر ) الجامع والجامعة، التى علّمت الدنيا بأسرها، إضافة إلى ذلك فإننا وباقي بلاد المنطقة بلادٌ إسلامية، يحكمُها قادة مسلمون، يملكون من أسباب النصر والتمكين ما يساعدهم علي التصدي لتلك الدعاوي المهترئة، والآراء الشاذة، ولا يرضيهم مثل ذلك التطاول على دين ربنا، فكما أنّ من واجبهم سياسةَ الدنيا، وإدارة البلاد، فإنّ الواجب الأهم هو حراسةُ الدين، ومنعُ من يتحدثون فيه بغير علم، أو يُروجون للفسق والفجور !
sabry_ [email protected]

تم نسخ الرابط