ads
الأحد 19 يناير 2025
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

**"لكل مجتهد نصيب" ليس هذا فقط بل يكمل هذا القول أن الكرة لا تعطي المغرورين أو المتقاعسين أو الغافلين شيئا مفيدا !!
نجح قراصنة جنوب افريقيا في الفوز على النسر الأحمر في عقر داره باستاد القاهرة الدولى، جاءت سفينتهم تحمل علما شعاره " الفوز فقط ليس من أجل اورلاندو وحده ولكن من أجل رفع معنويات صن داونز الذي يعاني من موقف صعب يجعل تأهله للنهائيات مؤجل للغد، وهذا يؤكد أن الكرة في جنوب إفريقيا ستواصل الازدهار والتقدم إلى الأمام ..
**ساعدهم في إنجاز هذه المهمة حكما من موريتانيا الشقيقة، انفرد بالساحة في غياب الفار وظلم الأهلي بعدم احتساب أكثر من ضربة جزاء وكذلك ألغى هدف حفظ ماء الوجه الذي سجله رامي ربيعة في الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت بدل الضائع بحجة تسلل ربيعة من الكرة السابقة عن كرة الهدف ! 
**نحن لا نخشى الهزيمة ونعلم أنها واردة في القاموس الرياضي ويدرك جمهور الأهلي العريق الذي جاء الاستاد بعشرات الآلاف رغم برد طوبة الشديد معنى الجملة السلوكية الرائعة " تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة" يضاف إليها ما هو معروف من أن إدارة الأهلي من أقل الأندية تقديما لشكاوي الاحتجاج ضد الحكام مهما كان الثمن الذي دفعه الفريق عدة مرات .
**ونيابة عن الجمهور الحبيب الذي أشهد أنه يفهم في كرة القدم أكثر من العديد من المتخصصين ولديه الحكم الصائب دائما على المدرب واللاعبين، اجتهد في الإشارة لبعض أسباب تجمعت وأسفرت عن هزيمة ليست في الحسبان لعلها تصل إلى الكابتن محمود الخطيب -شفاه الله- ولجنة الكرة (التي لست أدري إن كانت مستمرة في الصلاحيات أو قامت بالرحيل ؟؟) ولكني أشير أن هذه الأسباب حذر من بعضها القدير محسن صالح في تحليله قبل مباراة اليوم، خاصة ما يتعلق بالتشكيل الذي أصبح من أسباب النكبة بعد مشاهدة المباراة.
**أول الأسباب أن كولر -في تقديري- تعامل بغباء مع هدية السماء: صعود الأهلي لدور الثمانية مهما كانت نتيجة اليوم، والتي قابلها المطلب الجماعي بضرورة الفوز حتى يتصدر الأهلي الترتيب ويلعب مباراة العودة في دور الثمانية على ملعبه بستاد القاهرة وأما نتيجة المباراة الأولى فيستطيع التعامل مع الموقف كما يريد.
**اطمئنان كولر أخرج من جرابه العناد، ربما إلى درجة الاستهانة بقوة الخصم الذي تعادلنا معه بصعوبة على أرضه في مباراة الذهاب وتعاملنا مع لاعبين مجتهدين يعشقون الكرة ويسعون في كل لحظة إلى الأداء الرصين، ماكينات في الملعب لا تهدأ ولا تلين..
**ثانيا : جاء الخطأ الأكبر في إصرار غير مفهوم على الدفع بخالد عبد الفتاح في الدفاع وهو لم يقدم نفسه للأهلي حتى الآن، وكان نقطة ضعف رئيسية تسبب في تسجيل أول أهداف القراصنة في الدقيقة ٥٣ في الشوط الثاني بعد انتهاء الشوط الاول بالتعادل السلبي، بدأه لاعبو أورلاندو بمدفعية ثقيلة كادت تسجل هدفا مبكرا في الدقيقة الأولى مرمى شوبير الغلبان الذي سيدفع الثمن هذه المرة لعدم إشراك الشناوي والذي بالمقابل كسب نقطة تفضيلية لدى الجماهير اليوم بجلوسه على الدكة احتياطيا لشوبير.
**يكاد الهدف الأول أن يكون سجل بنيران صديقة بخطأ مشترك من خالد عبد الفتاح  ورامي ربيعة ولم تكد الجماهير تهدأ بهدف التعادل الجميل في الدقيقة ٦٩ الذي سجله البديل حسين الشحات بدعم رائع من البديل الآخر كريم الدبيس بعد ٣ تغييرات مرة واحدة في الدقيقة ٦٣ ، ليتسبب الدفاع من جديد في هدف التقدم الجميل من البديل جيلبرتو في الدقيقة ٨٣ الذي أجهض مشاعر الرضا المؤقت بتعادل حفظ ماء الوجه مع خسارة صدارة الترتيب .
**السبب الثالث أن كولر عندما اجرى تغييراته من الدقيقة ٦٣ بتغيير خاطىء بخروج عمر الساعي نجم الشوط الأول الذي أدى واجبه واكتسب بعض الثقة ردا لجميل كولر بإشراكه المؤثر في المباراة الماضية أمام الجونة ، ويقال أنه قام لاحقا بتغيير مروان عطية ونزول عمرو السولية -الذي يستحق خطاب شكر على خدماته السابقة للأهلي- وهو ما تم تفسيره بالخوف من الإنذار الثالث من الحكم المتهور الذي تربص لإيذاء الأهلي ولم يوفر للاعبيه حماية من عنف القراصنة المفرط.
**السبب الرابع -والذي لا أنسبه لكولر وحده- وأعني به عدم وضوح المعايير التي يتم بها التعاقدات في الأهلي أو الاستغناء عن اللاعبين، فمازلنا نعاني من رحيل حمدي فتحي إلى قطر وكان من الممكن ان يكون خير سند لوسام أبو علي إذا بقي في الفريق، وكذلك انتقال محمد عبد المنعم- صخرة الدفاع- الذي ترك فراغا كبيرا لم ينجح أحد في شغله، مع غموض مصير المخلص على معلول، الذي نسمع أخبارا متضاربة عن عودته للتدريبات او رحيله من الفريق وليست زوبعة القندوسي عننا ببعيد.
**خامسا : نحن نعلم أن الفريق يعاني من كثرة المصابين، ولكن حتى في المباريات السهلة لم يلجأ كولر للشباب أبناء النادي الموهوبين وهم يرحبون بهذه الفرصة بكل تأكيد.
**انتهت غارة القراصنة على ستاد القاهرة العريق بعدة مكاسب لا تحفى على العين وتركوا لنا الحيرة والتساؤلات وصعبوا أمام الأهلي ما تبقى من مشواره الإفريقي بصرف النظر عن الفريق الذي سيقابله الأهلي في دور الثمانية، كما رسخوا في أذهان الجماهير الخوف من نتائج سلبية مع فرق الدوري العام الصغيرة قبل الكبيرة، ويضعون أيديهم على قلوبهم مترقبين المباراة مع فاركو يوم الأربعاء القادم، رغم أن نتائج الأخير تؤكد أنه فريق مسالم، منزوع الأنياب تقريبا..
**أعتقد أن الإنقاذ يبدأ بالمصارحة والحوار والقرارات الشجاعة والسلوكيات الموضوعية على جميع المستويات، لأنه مع فخرنا واعتزازنا بأمجاد الأهلي ومكانته صانعا للسعادة وصائدا للبطولات، لا يوجد فريق في العالم يعيش على أمجاد الزمن الذي فات..

تم نسخ الرابط