تترقب الأجواء كافة قرب الإعلان عن هدنة ووقف إطلاق النار في غزة، إذ تواصلت المساعي المصرية القطرية في الوساطة بين الأطراف ذات الصلة، بدعم أمريكي واضح من إدارتي بايدن وترامب، خاصة وأن الأخير أعلن رغبة قوية في أن تنتهي أطوار الحرب في غزة قبل أن يأتي للبيت الأبيض بعد نحو شهر من الآن، موظفا في ذلك الوعيد تارة والترغيب تارة أخرى.
حماس من جهتها كشفت عن أن التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، متوقع نهاية الأسبوع الحالي، إذا لم تنشأ أي تعقيدات جديدة، وأن معظم القضايا أغلقت، والاتفاق أصبح وشيكاً، وأن المناقشات حُسمت في القضايا الأكثر أهمية، فيما بقيت بعض التفاصيل قيد النقاش، على أن يشمل الاتفاق وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مراكز المدن، وليس من قطاع غزة، مع بقائه في محوري نتساريم وفيلادلفيا بشكل جزئي، على أن يتم السماح بعودة جميع النساء والأطفال إلى شمال القطاع، وفي مرحلة لاحقة وتدريجية تتم عودة الرجال وفق آلية متفق عليها، وهناك محاولات حثيثة لأن تشمل المرحلة أيضاً الرجال، وما زالت المفاوضات جارية.
ما تسرب حتى اللحظة يشير إلى أن الحركة ستسلم في المرحلة الأولى التي تمتد من 45 يوماً إلى 60 يوماً نحو 30 محتجزاً إسرائيلياً ما بين أحياء وجثث، مقابل عدد لم يحسم من الأسرى الفلسطينيين، بينهم عشرات المحكومين بالمؤبدات، ويشمل الاتفاق تسليم معبر رفح للسلطة الفلسطينية، لكن ليس بشكل فوري، وضمن ترتيبات تشرف عليها مصر كذلك، وقدمت حماس تنازلات كبيرة بتخليها عن شرطي وقف الحرب وانسحاب الجيش بشكل كامل من قطاع غزة في المرحلة الأولى، لكنه أكد أن الحركة تلقت ضمانات بالوصول إلى هذه المرحلة في المراحل اللاحقة من الاتفاق، ويفترض أن يتم نقاش تسليم باقي الأسرى لدى «حماس» ووقف الحرب خلال فترة المرحلة الأولى.
وأكدت إسرائيل وحماس، أمس الثلاثاء، أن ثمة تقدماً كبيراً. وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الصفقة أقرب من أي وقت مضى، بعدما تلاشت الأشياء التي كانت عقبة في الماضي.
وأصدرت حماس بياناً أكدت فيه أنه في ظل ما تشهده الدوحة امس (الثلاثاء) من مباحثات جادة وإيجابية برعاية مصر وقطر، فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة.
واشنطن من جهتها أعلنت على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن طرفي الصراع في غزة يقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فيما يلتقي اليوم الأربعاء بالدوحة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز رئيس الوزراء القطري لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن لحل النقاط العالقة المتبقية بين إسرائيل وحركة "حماس".
المصادر اشارت إلى أن تل أبيب تسلمت قائمة المحتجزين اللذين سيجري الافراج عنهم، كما ستتسم الهدنة برقابة دولية لضمان تنفيذ بنودها، وتصر إسرائيل على إبعاد المفرج عنهم خارج غزة، ويتضمن الاتفاق الانسحاب التدريجي من محور فلاديلفيا، والتوافق على آلية خاصة بتشغيل معبر رفح بما يسمح بنفاذ المعونات الإغاثية والوقود بلا قيود.
القاهرة والدوحة واشنطن وتل أبيب يشهدون حراكا متواصلا بحثا عن سبيل لنفاذ الهدنة فهل تنجح الجهود هذه المرة، وهل ثمة رغبة صادقة من الأطراف كافة؟